الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب زيد

                                                              837 - زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن الأغر بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، من بني الحارث بن الخزرج، اختلف في كنيته اختلافا كثيرا. فقيل: أبو عمر وقيل: أبو عامر. وقيل: أبو سعد.

                                                              وقيل أبو سعيد. وقيل: أبو أنيسة، قاله الواقدي، والهيثم بن عدي.

                                                              وروينا عنه من وجوه أنه قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة غزوت منها معه سبع عشرة غزوة.  

                                                              ويقال: إن أول مشاهده المريسيع، يعد في الكوفيين، نزل الكوفة وسكنها، وابتنى بها دارا في كندة. وبالكوفة كانت وفاته، في سنة ثمان وستين.

                                                              وزيد بن أرقم هو الذي رفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله ابن أبي بن سلول قوله: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فكذبه عبد الله بن أبي، وحلف، فأنزل الله تصديق زيد بن أرقم، فتبادر أبو بكر، وعمر إلى زيد ليبشراه، فسبق أبو بكر فأقسم عمر لا يبادره بعدها إلى شيء، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بأذن زيد، وقال:

                                                              وعت أذنك يا غلام.
                                                              من تفسير ابن جريج ومن تفسير الحسن من رواية معمر وغيره. قيل: كان ذلك في غزوة بني المصطلق. وقيل: في تبوك [ ص: 536 ] .

                                                              وشهد زيد بن الأرقم مع علي رضي الله عنه صفين، وهو معدود في خاصة أصحابه. ذكر ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: كان زيد بن أرقم يتيما في حجر عبد الله بن رواحة، فخرج به معه إلى مؤتة يحمله على حقيبة رحله، فسمعه زيد بن أرقم من الليل وهو يتمثل أبياته التي يقول فيها:


                                                              إذا أدنيتني وحملت رحلي مسيرة أربع بعد الحساء     فشأنك فانعمي وخلاك ذم
                                                              ولا أرجع إلى أهلي ورائي     وجاء المؤمنون وغادروني
                                                              بأرض الشام مشتهى الثواء

                                                              فبكى زيد بن أرقم، فخفقه عبد الله بن رواحة بالدرة، وقال: ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل.

                                                              ولزيد بن أرقم يقول عبد الله بن رواحة:


                                                              يا زيد زيد اليعملات الذبل     تطاول الليل هديت فانزل

                                                              وقيل: بل قال: ذلك في غزوة مؤتة لزيد بن حارثة.

                                                              وروى عن زيد بن أرقم جماعة منهم أبو إسحاق السبيعي، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو حمزة مولى الأنصار.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية