باب أسير
63 - أسير بن عروة بن سواد بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري ، من بني أبيرق . وذكر أن الواقدي حدثه عن محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال محمود بن لبيد . وحدثني الواقدي : عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة واقد بن عمرو بن سعد عن قال : محمود بن لبيد ، أسير بن عروة رجلا منطيقا ظريفا بليغا حلوا ، فسمع بما قال في قتادة بن النعمان بني أبيرق للنبي صلى الله عليه وسلم حين اتهمهم بنقب جدار عروة وأخذ طعامه والدرعين فأتى أسير رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة جمعهم من قومه ، فقال وعمه : عمدا إلى أهل بيت منا أهل حسب ونسب وصلاح يقولان لهم القبيح بغير ثبت ولا بينة ، فوقع بهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ، ثم انصرف . فأقبل قتادة بعد ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكلمه ، فجبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم جبها شديدا منكرا ، وقال : بئس ما صنعت! صنعت! وبئس ما مشيت فيه! فقام قتادة وهو يقول : لوددت أني خرجت من أهلي ومالي ، ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من أمرهم ، وما أنا بعائد في شيء من ذلك . فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم في شأنهم : [ ص: 100 ] قتادة ، إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما . الآيات إلى قوله : إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما كان ، يعني أسير بن عروة وأصحابه . وكان أسير بن عروة مسلما فاتهم من ذلك الوقت بالنفاق . قال نزلت فيه : ابن إسحاق : لهمت طائفة منهم أن يضلوك .