الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب أسير

                                                              63 - أسير بن عروة بن سواد بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري ، من بني أبيرق . وذكر الواقدي أن محمد بن صالح حدثه عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد . قال الواقدي : وحدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن واقد بن عمرو بن سعد عن محمود بن لبيد ، قال : كان أسير بن عروة رجلا منطيقا ظريفا بليغا حلوا ، فسمع بما قال قتادة بن النعمان في بني أبيرق للنبي صلى الله عليه وسلم حين اتهمهم بنقب جدار عروة وأخذ طعامه والدرعين فأتى أسير رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة جمعهم من قومه ، فقال قتادة وعمه : عمدا إلى أهل بيت منا أهل حسب ونسب وصلاح يقولان لهم القبيح بغير ثبت ولا بينة ، فوقع بهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ، ثم انصرف . فأقبل قتادة بعد ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكلمه ، فجبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم جبها شديدا منكرا ، وقال : بئس ما صنعت! صنعت! وبئس ما مشيت فيه! فقام قتادة ، وهو يقول : لوددت أني خرجت من أهلي ومالي ، ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من أمرهم ، وما أنا بعائد في شيء من ذلك . فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم في شأنهم : [ ص: 100 ] إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما . الآيات إلى قوله : إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما  ، يعني أسير بن عروة وأصحابه . وكان أسير بن عروة مسلما فاتهم من ذلك الوقت بالنفاق . قال ابن إسحاق : نزلت فيه : لهمت طائفة منهم أن يضلوك .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية