الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              850 - زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، أبو طلحة الأنصاري النجاري، وأمه أيضا من [ ص: 554 ] بني مالك بن النجار، وهي عبادة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي ابن عمرو بن مالك بن النجار، وهو مشهور بكنيته. شهد بدرا.

                                                              روى عنه من الصحابة ابن عباس، وأنس، وزيد بن خالد.

                                                              روى حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، وعلي بن زيد، عن أنس، أن أبا طلحة قرأ سورة براءة، فأتى على قوله عز وجل: انفروا خفافا وثقالا ، فقال: لا أرى ربنا إلا استنفرنا شبانا وشيوخا، يا بني، جهزوني جهزوني.

                                                              فقالوا له: يرحمك الله. قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات، ومع أبي بكر حتى مات، ومع عمر حتى مات، فدعنا نغز عنك. قال: لا، جهزوني. فغزا البحر، فمات في البحر فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه بها إلا بعد سبعة أيام، فدفنوه بها، وهو لم يتغير.
                                                               

                                                              قال أبو عمر: يقال: أن أبا طلحة توفي سنة إحدى وثلاثين. وقيل:

                                                              سنة اثنتين وثلاثين. وقال أبو زرعة: عاش أبو طلحة بالشام بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة يسرد الصيام. قال أبو زرعة:

                                                              سمعت أبا نعيم يذكر ذلك عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس أنه - يعني أبا طلحة - سرد الصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنة.

                                                              وهذا خلاف بين لما تقدم. وقال المدائني: مات أبو طلحة سنة إحدى وخمسين [ ص: 555 ] .

                                                              حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال حدثنا شعبة.

                                                              قال: حدثنا ثابت، قال: سمعت أنسا يقول: كان أبو طلحة لا يكاد يصوم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل الغزو، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيته مفطرا إلا يوم فطر وأضحى وقال سفيان بن عيينة:

                                                              اسمه زيد بن سهل وهو القائل:


                                                              أنا أبو طلحة واسمي زيد وكل يوم في سلاحي صيد

                                                              وأبو طلحة هذا هو ربيب أنس بن مالك، خلف بعد أبيه مالك بن النضر على أمه أم سليم بنت ملحان، فولد له منها عبد الله بن أبي طلحة، والد إسحاق وإخوته.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية