الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب امرئ القيس

                                                              72 - امرؤ القيس بن عابس الكندي الشاعر ، له صحبة ، وشهد فتح النجير باليمن ، ثم حضر الكنديين الذين ارتدوا فلما أخرجوا ليقتلوا وثب على عمه ، فقال له : ويحك يا امرأ القيس ، أتقتل عمك؟ فقال له : أنت عمي ، والله عز وجل ربي . وهو الذي خاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمربيعة بن عبدان في أرض ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينتك . فقال . ليس لي بينة . قال يمينه . روى حديثه وائل بن حجر ، وهو القائل :


                                                              قف بالديار وقوف حابس وتأن إنك غير آيس     لعبت بهن العاصفات
                                                              الرائحات من الروامس     ماذا عليك من الوقوف
                                                              بهامد الطللين دارس [ ص: 105 ]     يا رب باكية علي
                                                              ومنشد لي في المجالس     أو قائل يا فارسا
                                                              ماذا رزئت من الفوارس     لا تعجبوا أن تسمعوا
                                                              هلك امرؤ القيس بن عابس

                                                              روى حديثه وهب بن جرير قال : أخبرنا أبي قال : سمعت عدي بن عدي يحدث عن رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة أنه حدثه : اختصم امرؤ القيس بن عابس ورجل من حضرموت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحضرمي البينة .  وذكر الحديث . وروى عن أبي الوليد الطيالسي قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن علقمة بن وائل بن حجر ، عن أبيه قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه خصمان ، فقال أحدهما : هذا يا رسول الله أتى على أرضي في الجاهلية ، وهو امرؤ القيس بن عابس الكندي وخصمه ربيعة بن عمران ، فقال الآخر : هي أرض أزرعها . فقال : ألك بينة؟ قال : لا . قال : فلك يمينه . قال : أما إنه ليس يبالي ما حلف عليه . قال : ليس لك منه إلا ذاك فلما ذهب ليحلف قال : أما إنه قد حلف ظالما ، ذلك ليلقين الله وهو عليه غضبان  

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية