الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فأبوا أن يضيفوهما   (سألوهم القرى: الإضافة فلم يفعلوا فلو قرئت (أن يضيفوهما) كان صوابا. ويقال القرية أنطاكية) [وقوله] (يريد أن ينقض) يقال: كيف يريد [ ص: 156 ] الجدار أن ينقض؟ وذلك من كلام العرب أن يقولوا: الجدار يريد أن يسقط. ومثله قول الله ولما سكت عن موسى الغضب والغضب لا يسكت (إنما يسكت صاحبه) وإنما معناه:

                                                                                                                                                                                                                                      سكن، وقوله: (فإذا عزم الأمر) [و] إنما يعزم الأمر أهله وقد قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      إن دهرا يلف شملي بجمل لزمان يهم بالإحسان



                                                                                                                                                                                                                                      وقال الآخر:


                                                                                                                                                                                                                                      شكا إلي جملي طول السرى     صبرا جميلا فكلانا مبتلى



                                                                                                                                                                                                                                      والجمل لم يشك، إنما تكلم به على أنه لو نطق لقال ذلك. وكذلك قول عنترة:


                                                                                                                                                                                                                                      فازور من وقع القنا بلبانه     وشكا إلي بعبرة وتحمحم



                                                                                                                                                                                                                                      وقد ذكرت (ينقاض) للجدار والانقياض: الشق في طول الجدار وفي طي البئر وفي سن الرجل يقال: انقاضت سنه إذا انشقت طولا. فقال موسى لو شئت [لم تقمه حتى يقرونا فهو الأجر. وقرأ مجاهد] لو شئت لاتخذت عليه أجرا وأنشدني القناني:


                                                                                                                                                                                                                                      تخذها سرية تقعده



                                                                                                                                                                                                                                      وأصلها اتخذ: افتعل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية