الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يرثني  تقرأ جزما ورفعا: قرأها يحيى بن وثاب جزما والجزم الوجه؛ لأن [ ص: 162 ] (يرثني) من آية سوى الأولى فحسن الجزاء. وإذا رفعت كانت صلة للولي: هب لي الذي يرثني.

                                                                                                                                                                                                                                      ومثله ردءا يصدقني و (يصدقني) .

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا أوقعت الأمر على نكرة: بعدها فعل في أوله الياء والتاء والنون والألف كان فيه وجهان: الجزم على الجزاء والشرط، والرفع على أنه صلة للنكرة بمنزلة الذي، كقول القائل: أعرني دابة أركبها، وإن شئت أركبها. وكذلك أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا ولو قال (تكن لنا) كان صوابا. فإذا كان الفعل الذي بعد النكرة ليس للأول ولا يصلح فيه إضمار الهاء إن كان الفعل واقعا على الرجل فليس إلا الجزم ؛ كقولك: هب لي ثوبا أتجمل مع الناس لا يكون (أتجمل) إلا جزما لأن الهاء لا تصلح في أتجمل. وتقول: أعرني دابة أركب يا هذا لأنك تقول أركبها فتضمر الهاء فيصلح ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية