الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وأقم الصلاة لذكري  ويقرأ: (لذكرا) بالألف فمن قال (ذكرا) فجعلها بالألف كان على جهة الذكرى. وإن شئت جعلتها ياء إضافة حولت ألفا لرءوس الآيات كما قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      أطوف ما أطوف ثم آوي إلى أما ويرويني النقيع



                                                                                                                                                                                                                                      والعرب تقول بأبا وأما يريدون: بأبي وأمي. ومثله يا ويلتى أعجزت ) وإن شئت جعلتها ياء إضافة، وإن شئت ياء ندبة و يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله [قوله: أكاد أخفيها قرأت القراء (أكاد أخفيها) بالضم. وفي قراءة أبي (إن الساعة آتية أكاد أخفيها من نفسي فكيف أظهركم عليها) وقرأ سعيد بن جبير (أخفيها) بفتح الألف، حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثني الكسائي عن محمد بن سهل عن وقاء عن سعيد بن جبير أنه قرأ (أخفيها) بفتح الألف من خفيت. وخفيت: أظهرت وخفيت: سترت.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الفراء قال الكسائي والفقهاء يقولون . قال الشاعر :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 177 ]

                                                                                                                                                                                                                                      فإن تدفنوا الداء لا نخفه     وإن تبعثوا الحرب لا نقعد



                                                                                                                                                                                                                                      يريد لا نظهره.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فلا يصدنك عنها يريد الإيمان ويقال عن الساعة: عن إتيانها. وجاز أن تقول:

                                                                                                                                                                                                                                      عنها وأنت تريد الإيمان كما قال ثم إن ربك للذين هاجروا ثم قال إن ربك من بعدها لغفور رحيم يذهب إلى الفعلة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما تلك بيمينك يا موسى يعني عصاه. ومعنى (تلك) هذه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: بيمينك في مذهب صلة لتلك لأن تلك وهذه توصلان كما توصل الذي قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      عدس ما لعباد عليك إمارة     أمنت وهذا تحملين طليق



                                                                                                                                                                                                                                      وعدس زجر للبغل يريد الذي تحملين طليق.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية