الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس  أي لا أمس ولا أمس، أول ذلك أن موسى أمرهم ألا يؤاكلوه ولا يخالطوه ولا يبايعوه. وتقرأ (لا مساس) وهي لغة فاشية: لا مساس لا مساس مثل نزال ونظار من الانتظار. وقوله الذي ظلت عليه عاكفا و (ظلت) و (فظلتم تفكهون) و (فظلتم) إنما جاز الفتح والكسر لأن معناهما ظللتم، فحذفت اللام الأولى: فمن كسر الظاء جعل كسرة اللام الساقطة في الظاء. ومن فتح الظاء قال: كانت مفتوحة فتركتها على فتحها [ ص: 191 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      ومثله مسست ومسست تقول العرب قد مست ذلك ومسته، وهممت بذلك وهمت، ووددت ووددت كذا في أنك فعلت ذاك، وهل أحسست صاحبك وهل أحست.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله لنحرقنه بالنار و (لنحرقنه) لنبردنه بالحديد بردا من حرقت أحرقه وأحرقه لغتان. وأنشدني المفضل:


                                                                                                                                                                                                                                      بذي فرقين يوم بنو حبيب نيوبهم علينا يحرقونا



                                                                                                                                                                                                                                      حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثني حبان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح أن علي بن أبي طالب قال (لنحرقنه) لنبردنه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية