[ ص: 233 ]
رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم قطينا لهم حتى إذا أنبت البقل
(ونبت) وهو كقولك: مطرت السماء وأمطرت. وقد قرأ أهل الحجاز . (فاسر بأهلك) موصولة من سريت. وقراءتنا (فأسر بأهلك) (من أسريت) وقال الله سبحان الذي أسرى بعبده ليلا
(وهو أجود) وفي قراءة (تخرج الدهن) . عبد الله
وقوله: وصبغ للآكلين يقول: (الآكلون يصطبغون بالزيت. ولو كان (وصبغا) على (وصبغا أنبتناه) فيكون. بمنزلة قوله إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا وذلك أن الصبغ هو الزيت بعينه. ولو كان خلافه لكان خفضا لا يجوز غيره. فمن ذلك أن تقول: مررت بعبد الله ورجلا ما شئت من رجل، إذا جعلت الرجل من صفة عبد الله نصبته. وإن كان خلافه خفضته لأنك تريد: مررت بعبد الله وآخر.
وقرأ أهل الحجاز (سيناء) بكسر السين والمد، وقرأ وغيره (سيناء) ممدودة مفتوحة السين. والشجرة منصوبة بالرد على الجنات، ولو كانت مرفوعة إذ لم يصحبها الفعل كان صوابا، كمن قرأ (وحور عين) أنشدني بعضهم: عاصم
[ ص: 234 ]
ومن يأت ممشانا يصادف غنيمة سوارا وخلخالا وبرد مفوف
كأنه قال: ومع ذلك برد مفوف. وأنشدني آخر:
هزئت حميدة أن رأت بي رتة وفما به قصم وجلد أسود
كأنه قال: ومع ذلك جلد أسود.