الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: هيهات هيهات لما توعدون  لو لم تكن في (ما) اللام كان صوابا. ودخول اللام عربي. ومثله في الكلام هيهات لك، وهيهات أنت منا، وهيهات لأرضك.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      فأيهات أيهات العقيق ومن به وأيهات وصل بالعقيق نواصله



                                                                                                                                                                                                                                      فمن لم يدخل اللام رفع الاسم. ومعنى هيهات بعيد كأنه قال: بعيد لما توعدون وبعيد العقيق وأهله. ومن أدخل اللام قال هيهات أداة ليست بمأخوذة من فعل بمنزلة بعيد وقريب، فأدخلت لها اللام كما يقال: هلم لك إذ لم تكن مأخوذة من فعل. فإذا قالوا: أقبل لم يقولوا: أقبل لك لأنه يحتمل ضمير الاسم.

                                                                                                                                                                                                                                      فإذا وقفت على هيهات وقفت بالتاء في كلتيهما لأن من العرب من يخفض التاء، فدل ذلك على أنها ليست بهاء التأنيث فصارت بمنزلة دراك ونظار. ومنهم من يقف على الهاء لأن من شأنه نصبها فيجعلها كالهاء. والنصب الذي فيهما أنهما أداتان جمعتا فصارتا بمنزلة خمسة عشر. وإن [ ص: 236 ] قلت إن كل واحدة مستغنية بنفسها يجوز الوقوف عليها فإن نصبها كنصب قوله: قمت ثمت جلست، وبمنزلة قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      ماوي بل ربتما غارة     شعواء كاللذعة بالميسم



                                                                                                                                                                                                                                      فنصب هيهات بمنزلة هذه الهاء التي في ربت لأنها دخلت على رب وعلى ثم، وكانا أداتين، فلم يغيرهما عن أداتهما فنصبا. قال الفراء: واختار الكسائي الهاء، وأنا أقف على التاء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية