الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ومن ورائهم برزخ  البرزخ من يوم يموت إلى يوم يبعث وقوله وجعل بينهما برزخا يقول حاجزا. والحاجز والمهلة متقاربان في المعنى، وذلك أنك تقول: بينهما حاجز أن يتزاورا، فتنوي بالحاجز المسافة البعيدة، وتنوي الأمر المانع، مثل اليمين والعداوة. فصار المانع في المسافة كالمانع في الحوادث، فوقع عليهما البرزخ.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: (قالوا ربنا غلبت علينا شقاوتنا) حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثني شريك عن أبي إسحاق ( وقيس ) عن أبى إسحاق، وزهير ابن معاوية أبو خيثمة الجعفي عن أبي إسحاق عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ (شقاوتنا) بألف وفتح الشين. قيل للفراء أأخبرك زهير؟ فقال:

                                                                                                                                                                                                                                      يا هؤلاء إني لم أسمع من زهير شيئا. وقرأ أهل المدينة وعاصم (شقوتنا) وهي كثيرة.

                                                                                                                                                                                                                                      أنشدني أبو ثروان:


                                                                                                                                                                                                                                      كلف من عنائه وشقوته بنت ثماني عشرة من حجته



                                                                                                                                                                                                                                      قال الفراء: لولا عبد الله ما قرأتها إلا (شقوتنا) [ ص: 243 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية