فإن دخول (في) لذكر المصباح الذي وصفه فقال: كمثل مصباح في مسجد. ولو جعلت (في) [ ص: 254 ] لقوله يسبح كان جائزا، كأنه: قال في بيوت أذن الله أن ترفع يسبح له فيها رجال.
وأما قوله أذن الله أن ترفع أي تبنى.
وأما قوله وإقام الصلاة فإن المصدر من ذوات الثلاثة إذا قلت: أفعلت كقيلك: أقمت وأجرت وأجبت يقال فيه كله: إقامة وإجارة وإجابة لا يسقط منه الهاء. وإنما أدخلت لأن الحرف قد سقطت منه العين، كان ينبغي أن يقال: أقمته إقواما وإجوابا فلما سكنت الواو وبعدها ألف الإفعال فسكنتا سقطت الأولى منهما. فجعلوا فيه الهاء كأنها تكثير للحرف. ومثله مما أسقط منه بعضه فجعلت فيه الهاء قولهم: وعدته عدة ووجدت في المال جدة، وزنة ودية وما أشبه ذلك، لما أسقطت الواو من أوله كثر من آخره بالهاء. وإنما استجيز سقوط الهاء من قوله وإقام الصلاة لإضافتهم إياه، وقالوا: الخافض وما خفض بمنزلة الحرف الواحد. فلذلك أسقطوها في الإضافة.
وقال الشاعر:
إن الخليط أجدوا البين فانجردوا وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا
يريد عدة الأمر فاستجاز إسقاط الهاء حين أضافها.