لا يخافون لقاءنا وهي لغة تهامية: يضعون الرجاء في موضع الخوف إذا كان معه جحد. من ذلك قول الله ما لكم لا ترجون لله وقارا أي لا تخافون له عظمة. وأنشدني بعضهم:
لا ترتجي حين تلاقي الذائدا أسبعة لاقت معا أم واحدا
يريد: لا تخاف ولا تبالي. وقال لآخر:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وحالفها في بيت نوب عوامل
يقال: نوب ونوب. ويقال: أوب وأوب من الرجوع قال والنوب ذكر النحل. الفراء:
وقوله وعتوا عتوا كبيرا جاء العتو بالواو لأنه مصدر مصرح. وقال في مريم أيهم أشد على الرحمن عتيا فمن جعله بالواو كان مصدرا محضا. ومن جعله بالياء قال: عات وعتي فلما جمعوا بني جمعهم على واحدهم. وجاز أن يكون المصدر بالياء أيضا لأن المصدر والأسماء تتفق في هذا المعنى: ألا ترى أنهم يقولون: قاعد وقوم قعود، وقعدت قعودا. فلما استويا هاهنا في القعود لم يبالوا أن يستويا في العتو والعتي [ ص: 266 ] .