الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وجعل فيها سرجا قراءة العوام سراجا  حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا [ الفراء ] قال حدثني هشيم عن مغيرة عن إبراهيم أنه قرأ (سرجا) . وكذلك قراءة أصحاب عبد الله فمن قرأ سراجا ذهب إلى الشمس وهو وجه حسن لأنه قد قال وجعل الشمس سراجا ومن قال (سرجا) ذهب إلى المصابيح إذ كانت يهتدى بها، جعلها كالسرج والمصباح كالسراج في كلام العرب وقد قال الله المصباح في زجاجة وقوله: جعل الليل والنهار خلفة يذهب هذا ويجيء هذا، وقال زهير في ذلك:


                                                                                                                                                                                                                                      بها العين والآرام يمشين خلفة وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم



                                                                                                                                                                                                                                      فمعنى قول زهير: خلفة: مختلفات في أنها ضربان في ألوانها وهيئتها، وتكون خلفة في مشيتها. وقد ذكر أن قوله خلفة لمن أراد أي من فاته عمل من الليل استدركه بالنهار فجعل هذا خلفا من هذا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لمن أراد أن يذكر وهي في قراءة أبي (يتذكر) حجة لمن شدد وقراءة أصحاب عبد الله وحمزة وكثير من الناس (لمن أراد أن يذكر) بالتخفيف، ويذكر ويتذكر يأتيان بمعنى واحد، وفي قراءتنا واذكروا ما فيه وفي حرف عبد الله (وتذكروا ما فيه) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية