الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت  يقول: هي- لعمري- نعمة إذ ربيتني ولم تستعبدني كاستعبادك بني إسرائيل. فأن تدل على ذلك. ومثله في الكلام أن تترك أحد عبديك أن تضربه وتضرب الآخر، فيقول المتروك هذه نعمة علي أن ضربت فلانا وتركتني. ثم يحذف (وتركتني) والمعنى قائم معروف. والعرب تقول: عبدت العبيد وأعبدتهم.

                                                                                                                                                                                                                                      أنشدني بعض العرب:


                                                                                                                                                                                                                                      علام يعبدني قومي وقد كثرت فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان



                                                                                                                                                                                                                                      وقد تكون (أن) رفعا ونصبا. أما الرفع فعلى قولك وتلك نعمة تمنها علي: تعبيدك بني إسرائيل والنصب: تمنها علي لتعبيدك بني إسرائيل.

                                                                                                                                                                                                                                      ويقول القائل: أين جواب قوله: قال لمن حوله ألا تستمعون فيقال: إنه إنما أراد بقوله: ألا تستمعون إلى قول موسى . فرد موسى لأنه المراد بالجواب فقال: الذي أدعوكم إلى عبادته ربكم ورب آبائكم الأولين

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية