وقوله فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك قال بعض العرب: أحط فأدخل الطاء مكان التاء. والعرب إذا لقيت الطاء التاء فسكنت الطاء قبلها صيروا الطاء تاء، فيقولون: أحت، كما يحولون الظاء تاء في قوله (أوعت أم لم تكن من الواعظين) والذال والدال تاء مثل (أختم) ورأيتها في بعض مصاحف (وأختم) ومن العرب من يحول التاء إذا كانت بعد الطاء طاء فيقول: أحط. عبد الله
وقوله وجئتك من سبإ بنبإ يقين القراء على إجراء (سبأ) لأنه- فيما ذكروا- رجل وكذلك فأجره إن كان اسما لجبل. ولم يجره . وزعم أبو عمرو بن العلاء الرؤاسي أنه سأل أبا عمرو عنه فقال: لست أدري ما هو. وقد ذهب مذهبا إذ لم يدر ما هو لأن العرب إذا سمت بالاسم المجهول تركوا إجراءه كما قال الأعشى:
[ ص: 290 ]
وتدفن منه الصالحات وإن يسئ يكن ما أساء النار في رأس كبكبا
فكأنه جهل الكبكب. وسمعت أبا السفاح السلولي يقول: هذا أبو صعرور قد جاء، فلم يجره لأنه ليس من عادتهم في التسمية.
قال الصعرور شبيه بالصمغ. الفراء:
وقال الشاعر في إجرائه:
الواردون وتيم في ذرا سبإ قد عض أعناقهم جلد الجواميس
ولو جعلته اسما للقبيلة إن كان رجلا أو جعلته اسما لما حوله إن كان جبلا لم تجره أيضا.