الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فمكث غير بعيد  قرأها الناس بالضم، وقرأها عاصم بالفتح: فمكث. وهي في قراءة عبد الله (فتمكث) ومعنى غير بعيد غير طويل من الإقامة. والبعيد والطويل متقاربان.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك قال بعض العرب: أحط فأدخل الطاء مكان التاء. والعرب إذا لقيت الطاء التاء فسكنت الطاء قبلها صيروا الطاء تاء، فيقولون: أحت، كما يحولون الظاء تاء في قوله (أوعت أم لم تكن من الواعظين) والذال والدال تاء مثل (أختم) ورأيتها في بعض مصاحف عبد الله (وأختم) ومن العرب من يحول التاء إذا كانت بعد الطاء طاء فيقول: أحط.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله وجئتك من سبإ بنبإ يقين القراء على إجراء (سبأ) لأنه- فيما ذكروا- رجل وكذلك فأجره إن كان اسما لجبل. ولم يجره أبو عمرو بن العلاء . وزعم الرؤاسي أنه سأل أبا عمرو عنه فقال: لست أدري ما هو. وقد ذهب مذهبا إذ لم يدر ما هو لأن العرب إذا سمت بالاسم المجهول تركوا إجراءه كما قال الأعشى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 290 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وتدفن منه الصالحات وإن يسئ يكن ما أساء النار في رأس كبكبا



                                                                                                                                                                                                                                      فكأنه جهل الكبكب. وسمعت أبا السفاح السلولي يقول: هذا أبو صعرور قد جاء، فلم يجره لأنه ليس من عادتهم في التسمية.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الفراء: الصعرور شبيه بالصمغ.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الشاعر في إجرائه:


                                                                                                                                                                                                                                      الواردون وتيم في ذرا سبإ     قد عض أعناقهم جلد الجواميس



                                                                                                                                                                                                                                      ولو جعلته اسما للقبيلة إن كان رجلا أو جعلته اسما لما حوله إن كان جبلا لم تجره أيضا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية