الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ألا يسجدوا لله  تقرأ (ألا يسجدوا) ويكون (يسجدوا) في موضع نصب، كذلك قرأها حمزة. وقرأها أبو عبد الرحمن السلمي والحسن وحميد الأعرج مخففة (ألا يسجدوا) على معنى ألا يا هؤلاء اسجدوا فيضمر هؤلاء، ويكتفي منها بقوله (يا) قال: وسمعت بعض العرب يقول: ألا يا ارحمانا، ألا يا تصدقا علينا قال: يعنيني وزميلي.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الشاعر- وهو الأخطل-


                                                                                                                                                                                                                                      ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر وإن كان حيانا عدى آخر الدهر



                                                                                                                                                                                                                                      حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثني بعض المشيخة- وهو الكسائي - عن عيسى الهمداني قال: ما كنت أسمع المشيخة يقرؤونها إلا بالتخفيف على نية الأمر. وهي في قراءة عبد الله (هلا تسجدون لله) بالتاء فهذه حجة لمن خفف. وفي قراءة أبي (ألا تسجدون لله الذي يعلم سركم وما تعلنون) وهو وجه الكلام لأنها سجدة ومن قرأ (ألا يسجدوا) فشدد فلا ينبغي لها أن تكون سجدة لأن المعنى: زين لهم الشيطان ألا يسجدوا والله أعلم بذلك [ ص: 291 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله يخرج الخبء مهموز. وهو الغيب غيب السماوات وغيب الأرض. ويقال: هو الماء الذي ينزل من السماء والنبت من الأرض وهي في قراءة عبد الله (يخرج الخبء من السماوات) وصلحت (في) مكان (من) لأنك تقول: لأستخرجن العلم الذي فيكم منكم، ثم تحذف أيهما شئت أعني (من) و (في) فيكون المعنى قائما على حاله.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية