وقوله: تأكل منسأته همزها عاصم وهي العصا العظيمة التي تكون مع الراعي: أخذت من نسأت البعير: زجرته ليزداد سيره كما يقال: نسأت اللبن إذا صببت عليه الماء وهو النسيء. ونسئت المرأة إذا حبلت. ونسأ الله في أجلك أي زاد الله فيه، ولم يهمزها أهل والأعمش الحجاز ولا الحسن . ولعلهم أرادوا لغة قريش فإنهم يتركون الهمز. وزعم لي [ ص: 357 ] أبو جعفر الرؤاسي أنه سأل عنها أبا عمرو فقال (منساته) بغير همز، فقال أبو عمرو: لأني لا أعرفها فتركت همزها. ولو جاء في القراءة: من ساته فتجعل (ساة) حرفا واحدا فتخفضه بمن.
قال وكذلك حدثني الفراء: حبان عن عن الكلبي عن أبي صالح أنه قال: تأكل من عصاه. والعرب تسمي رأس القوس السية، فيكون من ذلك، يجوز فتحها وكسرها، يعني فتح السين، كما يقال: إن به لضعة وضعة، وقحة وقحة من الوقاحة ولم يقرأ بها أحد علمناه. ابن عباس
وقوله: دابة الأرض الأرضة.
وقوله: فلما خر سليمان. فيما ذكر أكلت العصا فخر. وقد كان الناس يرون أن الشياطين تعلم السر يكون بين اثنين فلما خر تبين أمر الجن للإنس أنهم لا يعلمون الغيب، ولو علموه ما عملوا بين يديه وهو ميت. و (أن) في موضع رفع: (تبين) أن لو كانوا. وذكر عن أنه قال: تبينت الإنس الجن، ويكون المعنى: تبينت الإنس أمر الجن، لأن الجن إذا تبين أمرها للإنس فقد تبينها الإنس، ويكون (أن) حينئذ في موضع نصب بتبينت. فلو قرأ قارئ تبينت الجن أن لو كانوا بجعل الفعل للإنس ويضمرهم في فعلهم فينصب الجن بفعل الإنس وتكون (أن) مكرورة على الجن فتنصبها. ابن عباس