الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: سيل العرم  كانت مسناة كانت تحبس الماء على ثلاثة أبواب منها، فيسقون من ذلك الماء من الباب الأول، ثم الثاني، ثم الآخر، فلا ينفد حتى يثوب الماء من السنة المقبلة. وكانوا أنعم قوم عيشا. فلما أعرضوا وجحدوا الرسل بثق الله عليهم المسناة، فغرقت أرضهم ودفن بيوتهم الرمل، ومزقوا كل ممزق، حتى صاروا مثلا عند العرب. والعرب تقول:

                                                                                                                                                                                                                                      تفرقوا أيادي سبأ وأيدي سبأ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      عينا ترى الناس إليها نيسبا من صادر ووارد أيدي سبا



                                                                                                                                                                                                                                      يتركون همزها لكثرة ما جرى على ألسنتهم ويجرون سبا، ولا يجرون: من لم يجر ذهب إلى البلدة. ومن أجرى جعل سبا رجلا أو جبلا، ويهمز. وهو في القراءة كثير بالهمز لا أعلم أحدا ترك همزه أنشدني:


                                                                                                                                                                                                                                      الواردون وتيم في ذرى سبأ     قد عض أعناقهم جلد الجواميس



                                                                                                                                                                                                                                      وقوله ذواتي أكل يثقل الأكل. وخففه بعض أهل الحجاز. وقد يقرأ بالإضافة [ ص: 359 ] وغير الإضافة. فأما الأعمش وعاصم بن أبي النجود فثقلا ولم يضيفا فنونا. وذكروا في التفسير أنه البرير وهو ثمر الأراك. وأما الأثل فهو الذي يعرف، شبيه بالطرفاء، إلا أنه أعظم طولا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وشيء من سدر قليل قال الفراء ذكروا أنه السمر واحدته سمرة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية