وقوله: إلا لمن أذن له أي لا ينفع شفاعة ملك مقرب، ولا نبي حتى يؤذن له في الشفاعة.
ويقال: حتى يؤذن له فيمن يشفع، فتكون (من) للمشفوع له.
وقوله: حتى إذا فزع قراءة الأعمش وعاصم بن أبي النجود وأهل وأبي عبد الرحمن السلمي المدينة . وقراءة (فرغ) وقراءة الحسن البصري (حتى إذا فزغ) بجعل الفعل لله وأما قول مجاهد الحسن فمعناه حتى إذا كشف عنه الفزع عن قلوبهم وفرغت منه. فهذا وجه. ومن قال فزع أو فزع فمعناه أيضا: كشف عنه الفزع (عن) تدل على ذلك كما تقول: قد جلي عنك الفزع. والعرب تقول للرجل: إنه لمغلب وهو غالب، ومغلب وهو مغلوب: فمن قال: مغلب للمغلوب يقول: هو أبدا مغلوب. ومن قال: مغلب وهو غالب أراد قول الناس: هو مغلب. والمفزع يكون جبانا وشجاعا فمن جعله شجاعا قال: بمثله تنزل الأفزاع. ومن جعله جبانا فهو بين. أراد: يفزع من كل شيء.
وقوله: قالوا الحق فالمعنى في ذلك أنه كان بين نبينا وبين عيسى صلى الله عليهما وسلم فترة، فلما نزل جبريل على محمد- عليهما السلام- بالوحي ظن أهل السماوات أنه قيام الساعة. فقال [ ص: 362 ] بعضهم: ماذا قال ربكم فلم يدروا، ولكنهم قالوا: قال الحق. ولو قرئ (الحق) بالرفع أي هو الحق كان صوابا. ومن نصب أوقع عليه القول: قالوا قال الحق.