الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: زلفى إلا من آمن  من) في موضع نصب بالاستثناء وإن شئت أوقعت عليها التقريب، أي لا تقرب الأموال إلا من كان مطيعا. وإن شئت جعلته رفعا، أي ما هو إلا من آمن.

                                                                                                                                                                                                                                      ومثله لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وإن شئت جعلت (من) في موضع نصب بالاستثناء. وإن شئت نصبا بوقوع ينفع. وإن شئت رفعا فقلت: ما هو إلا من أتى الله بقلب سليم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما أموالكم ولا أولادكم بالتي إن شئت جعلت (التي) جامعة للأموال والأولاد لأن الأولاد يقع عليها (التي) فلما أن كانا جمعا صلح للتي أن تقع عليهما. ولو قال:

                                                                                                                                                                                                                                      (باللتين) كان وجها صوابا. ولو قال: باللذين كما تقول: أما العسكر والإبل فقد أقبلا. وقد قالت العرب: مرت بنا غنمان سودان، فقال: غنمان: ولو قال: غنم لجاز. فهذا شاهد لمن قال (بالتي) ولو وجهت (التي) إلى الأموال واكتفيت بها من ذكر الأولاد صلح ذلك، كما قال مرار الأسدي:


                                                                                                                                                                                                                                      نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف



                                                                                                                                                                                                                                      وقال الآخر:


                                                                                                                                                                                                                                      إني ضمنت لمن أتاني ما جنى     وأبي وكان وكنت غير غدور

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 364 ] ولم يقل: غير غدورين. ولو قال: وما أموالكم ولا أولادكم بالذين، يذهب بها إلى التذكير للأولاد لجاز.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لهم جزاء الضعف لو نصبت بالتنوين الذي في الجزاء كان صوابا. ولو قيل (لهم جزاء الضعف) ولو قلت: جزاء الضعف كما قال بزينة الكواكب وهم في الغرفات و (الغرفة) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير أي من أين كذبوا بك ولم يأتهم كتاب ولا نذير بهذا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية