ففيها معنيان: أحدهما أن تجعل اختلافهم كفر بعضهم بكتاب بعض فهدى الله الذين آمنوا للإيمان بما أنزل كله وهو حق. والوجه الآخر أن تذهب باختلافهم إلى التبديل كما بدلت التوراة، ثم قال فهدى الله الذين آمنوا به للحق مما اختلفوا فيه. وجاز أن تكون اللام في الاختلاف ومن في الحق كما قال الله تعالى: ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق والمعنى -والله أعلم- كمثل المنعوق به؛ لأنه وصفهم فقال تبارك وتعالى: صم بكم عمي كمثل البهائم، وقال الشاعر :
كانت فريضة ما تقول كما كان الزناء فريضة الرجم
وإنما الرجم فريضة الزناء، وقال:
إن سراجا لكريم مفخره تحلى به العين إذا ما تجهره
[ ص: 132 ] والعين لا تحلى إنما يحلى بها سراج؛ لأنك تقول: حليت بعيني، ولا تقول حليت عيني بك إلا في الشعر.