الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: بل عجبت ويسخرون  قرأها الناس بنصب التاء ورفعها والرفع أحب إلي لأنها قراءة علي وابن مسعود وعبد الله بن عباس. حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال:

                                                                                                                                                                                                                                      حدثني مندل بن علي العنزي عن الأعمش قال: قال شقيق: قرأت عند شريح (بل عجبت ويسخرون) فقال: إن الله لا يعجب من شيء، إنما يعجب من لا يعلم. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي فقال: إن شريحا شاعر يعجبه علمه، وعبد الله أعلم بذلك منه. قرأها (بل عجبت ويسخرون) .

                                                                                                                                                                                                                                      قال أبو زكريا: والعجب وإن أسند إلى الله فليس معناه من الله كمعناه من العباد،  ألا ترى أنه قال فيسخرون منهم سخر الله منهم وليس السخري من الله كمعناه (من العباد) وكذلك قوله الله يستهزئ بهم ليس ذلك من الله كمعناه من العباد) ففي ذا بيان (لكسر قول) شريح، وإن كان جائزا لأن المفسرين قالوا: بل عجبت يا محمد ويسخرون هم. فهذا وجه النصب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية