الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين  إن شئت جعلت (أنما) في موضع رفع، [ ص: 412 ] كأنك قلت: ما يوحى إلي إلا الإنذار. وإن شئت جعلت المعنى: ما يوحى إلي إلا لأني نذير ونبي فإذا ألقيت اللام كان موضع (أنما) نصبا. ويكون في هذا الموضع: ما يوحى إلي إلا أنك نذير مبين لأن المعنى حكاية، كما تقول في الكلام: أخبروني أني مسيء وأخبروني أنك مسيء، وهو كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      رجلان من ضبة أخبرانا إنا رأينا رجلا عريانا



                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى: أخبرانا أنهما رأيا، فجاز ذلك لأن أصله الحكاية.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: بيدي استكبرت اجتمع القراء على التثنية ولو قرأ قارئ (بيدي) يريد يدا على واحدة كان صدابا كقول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      أيها المبتغي فناء قريش     بيد الله عمرها والفناء



                                                                                                                                                                                                                                      والواحد من هذا يكفي من الاثنين، وكذلك العينان والرجلان واليدان تكتفي إحداهما من الأخرى لأن معناهما واحد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية