الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين  

                                                                                                                                                                                                                                      فيقال: (جاءنا) لأحدهما، وجاءنا الإنسي وقرينه، فقرأها جاءانا بالتثنية عاصم والسلمي والحسن وقرأها أصحاب عبد الله يحيى بن وثاب وإبراهيم بن يزيد النخعي (جاءنا) على التوحيد ، وهو ما يكفي واحده من اثنيه، ومثله قراءة من قرأ (كلا لينبذان) ، يقول: ينبذ هو وماله، (ولينبذن) والمعنى واحد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين .

                                                                                                                                                                                                                                      يريد: ما بين مشرق الشتاء ومشرق الصيف، ويقال: إنه أراد المشرق والمغرب : فقال المشرقين، وهو أشبه الوجهين بالصواب لأن العرب قد تجمع الاسمين على تسمية أشهرهما، فيقال:

                                                                                                                                                                                                                                      قد جاءك الزهدمان، وإنما أحدهما زهدم ، قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      أخذنا بآفاق السماء عليكم لنا قمراها والنجوم الطوالع



                                                                                                                                                                                                                                      يريد: الشمس والقمر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الآخر:


                                                                                                                                                                                                                                      قسموا البلاد فما بها لمقيلهم     تضغيث مفتصل يباع فصيله
                                                                                                                                                                                                                                      فقرى العراق مسير يوم واحد     فالبصرتان فواسط تكميله



                                                                                                                                                                                                                                      يريد: البصرة والكوفة [ ص: 34 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      قال، وأنشدني رجل من طيئ:


                                                                                                                                                                                                                                      فبصرة الأزد منا، والعراق لنا     والموصلان ومنا مصر فالحرم



                                                                                                                                                                                                                                      يريد: الجزيرة، والموصل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية