الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها  

                                                                                                                                                                                                                                      فجعل الهاء للتجارة دون اللهو ، وفي قراءة عبد الله : " وإذا رأوا لهوا أو تجارة انفضوا إليها " . وذكروا أن النبي صلى الله [عليه ] كان يخطب يوم الجمعة ، فقدم دحية الكلبي بتجارة من الشام فيها كل ما يحتاج إليه الناس ، فضرب بالطبل ليؤذن الناس بقدومه فخرج جميع الناس إليه إلا ثمانية نفر ، فأنزل الله عز وجل وإذا رأوا تجارة يعني : التجارة التي قدم بها ، أو لهوا : يعني : الضرب بالطبل . ولو قيل : انفضوا إليه ، يريد : اللهو كان صوابا ، كما قال : ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا

                                                                                                                                                                                                                                      ولم يقل : بها . ولو قيل :

                                                                                                                                                                                                                                      بهما ، وانفضوا إليهما كما قال : إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما ، كان صوابا وأجود من ذلك في العربية أن تجعل الراجع من الذكر للآخر من الاسمين وما بعد ذا فهو جائز .

                                                                                                                                                                                                                                      وإنما اختير في انفضوا إليها- في قراءتنا وقراءة عبد الله لأن التجارة كانت أهم إليهم ، وهم بها أسر منهم بضرب الطبل لأن الطبل إنما دل عليها ، فالمعنى كله لها [ ص: 158 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية