الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : إن تتوبا إلى الله  

                                                                                                                                                                                                                                      يعني : عائشة وحفصة ، وذلك : أن عائشة قالت : يا رسول الله ، أما يوم غيري فتتمه ، وأما يومي فتفعل فيه ما فعلت ؟ فنزل : إن تتوبا إلى الله من تعاونكما على النبي صلى الله عليه وسلم فقد صغت قلوبكما زاغت ومالت وإن تظاهرا عليه تعاونا عليه ، قرأها عاصم والأعمش بالتخفيف ، [ ص: 167 ] وقرأها أهل الحجاز : (تظاهرا) بالتشديد فإن الله هو مولاه : وليه عليكما وجبريل وصالح المؤمنين مثل أبي بكر وعمر الذين ليس فيهم نفاق ، ثم قال : والملائكة بعد ذلك ظهير بعد أولئك ، يريد أعوان ، ولم يقل : ظهراء ، ولو قال قائل : إن ظهيرا لجبريل ، ولصالح المؤمنين ، والملائكة - كان صوابا ، ولكنه حسن أن يجعل الظهير للملائكة خاصة ، لقوله :

                                                                                                                                                                                                                                      (والملائكة) بعد نصرة هؤلاء ظهير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما قوله : وصالح المؤمنين فإنه موحد في مذهب الجميع ، كما تقول : لا يأتيني إلا سائس الحرب ، فمن كان ذا سياسة للحرب فقد أمر بالمجيء واحدا كان أو أكثر منه ، ومثله :

                                                                                                                                                                                                                                      والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ، هذا عام وليس بواحد ولا اثنين ، وكذلك قوله : واللذان يأتيانها منكم فآذوهما ، وكذلك : إن الإنسان لفي خسر ، و إن الإنسان خلق هلوعا ، في كثير من القرآن يؤدي معنى الواحد عن الجمع .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ عاصم والأعمش : أن يبدله بالتخفيف ، وقرأ أهل الحجاز : " أن يبدله " [بالتشديد ] وكل صواب : أبدلت ، وبدلت .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية