وقوله : أم لكم أيمان علينا بالغة
القراء على رفع بالغة إلا الحسن ، فإنه نصبها على مذهب المصدر ، كقولك : حقا ، والبالغ في مذهب الحق يقال : جيد بالغ ، كأنه قال : جيد حقا قد بلغ حقيقة الجودة ، وهو مذهب جيد وقرأه العوام ، أن تكون البالغة من نعت الإيمان أحب إلي ، كقولك ينتهي بكم إلى يوم القيامة إيمان علينا بأن لكم ما تحكمون ، فلما كانت اللام في جواب إن كسرتها ، ويقال :
[ ص: 177 ] أئن لكم ما تحكمون بالاستفهام ، وهو على ذلك المعنى بمنزلة قوله : أإذا كنا ترابا أإنا لمردودون في الحافرة .


