الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فذرني ومن يكذب بهذا الحديث  

                                                                                                                                                                                                                                      معنى فذرني ومن يكذب أي : كلهم إلي ، وأنت تقول للرجل : لو تركتك ورأيك ما أفلحت ، أي : لو وكلتك إلى رأيك لم تفلح ، وكذلك قوله : ذرني ومن خلقت وحيدا ، و (من) في موضع نصب ، فإذا قلت : قد تركت ورأيك ، وخليت ورأيك نصبت الرأي لأن المعنى : لو تركت إلى رأيك ، فنصبت الثاني لحسن هذا المعنى فيه ، ولأن الاسم قبله متصل بفعل [ ص: 178 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      فإذا قالت العرب : لو تركت أنت ورأيك ، رفعوا بقوة : أنت ، إذ ظهرت غير متصلة بالفعل .

                                                                                                                                                                                                                                      وكذلك يقولون : لو ترك عبد الله والأسد لأكله فإن كنوا عن عبد الله ، فقالوا : لو ترك والأسد أكله ، نصبوا لأن الاسم لم يظهر ، فإن قالوا : لو ترك هو والأسد ، آثروا الرفع في الأسد ، ويجوز في هذا ما يجوز في هذا إلا أن كلام العرب على ما أنبأتك به إلا قولهم : قد ترك بعض القوم وبعض ، يؤثرون في هذا الإتباع لأن بعض وبعض لما اتفقتا في المعنى والتسمية اختير فيهما الإتباع والنصب في الثانية غير ممتنع .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية