الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم  

                                                                                                                                                                                                                                      قرأها عاصم والأعمش : (ليزلقونك) بضم الياء ، من أزلقت ، وقرأها أهل المدينة :

                                                                                                                                                                                                                                      (ليزلقونك) بفتح الياء من زلقت ، والعرب تقول للذي يحلق الرأس : قد زلقه وأزلقه . وقرأها ابن عباس : " ليزهقونك بأبصارهم " [حدثنا محمد قال : سمعت الفراء قال ] : حدثنا بذلك سفيان بن عيينة عن رجل عن ابن عباس ، وهي في قراءة عبد الله بن مسعود كذلك بالهاء :

                                                                                                                                                                                                                                      " ليزهقونك " ، أي : ليلقونك بأبصارهم وذلك أن العرب كان أحدهم إذا أراد أن يعتان المال ، أي : يصيبه بالعين تجوع ثلاثا ، ثم يتعرض لذلك المال فيقول : تالله مالا أكثر ولا أحسن [يعني ما رأيت أكثر ] فتسقط منه الأباعر ، فأرادوا برسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقالوا : ما رأينا مثل حججه ، ونظروا إليه ليعينوه ، فقالوا : ما رأينا مثله ، وإنه لمجنون ، فقال الله عز وجل : وما هو إلا ذكر للعالمين . ويقال : (وإن كادوا ليزلقونك) أي : ليرمون بك عن موضعك ، ويزيلونك عنه بأبصارهم ، كما تقول : كاد يصرعني بشدة نظره ، وهو بين من كلام العرب كثير ، كما تقول : أزهقت السهم فزهق .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية