الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عز وجل : إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه  

                                                                                                                                                                                                                                      قرأها عاصم والأعمش بالنصب ، وقرأها أهل المدينة والحسن البصري بالخفض ، فمن خفض أراد :

                                                                                                                                                                                                                                      تقوم [أقل من الثلثين ] . وأقل من النصف . ومن الثلث . ومن نصب أراد : تقوم أدنى من الثلثين ، فيقوم النصف أو الثلث ، وهو أشبه بالصواب ، لأنه قال : أقل من الثلثين ، ثم ذكر تفسير القلة لا تفسير أقل من القلة . ألا ترى أنك تقول للرجل : لي عليك أقل من ألف درهم ثماني مائة أو تسع مائة ، كأنه أوجه في المعنى من أن تفسر - قلة- أخرى وكل صواب .

                                                                                                                                                                                                                                      وطائفة من الذين معك كان النبي صلى الله عليه ، وطائفة من المسلمين يقومون الليل قبل أن تفرض الصلاة ، فشق ذلك عليهم ، فنزلت الرخصة . وقد يجوز أن يخفض النصف ، وينصب الثلث لتأويل قوم : أن صلاة النبي صلى الله عليه انتهت إلى ثلث الليل ، فقالوا : [ ص: 200 ] إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من الثلثين ، ومن النصف ، ولا تنقص من الثلث ، وهو وجه شاذ لم يقرأ به أحد . وأهل القراءة الذين يتبعون أعلم بالتأويل من المحدثين . وقد يجوز ، وهو عندي :

                                                                                                                                                                                                                                      يريد : الثلث .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية