وقوله: أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم يقول: لا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، أوقعت "تؤمنوا" على "أن يؤتى" كأنه قال: ولا تؤمنوا أن يعطى أحد مثل ما أعطيتم، فهذا وجه.
ويقال: قد انقطع كلام اليهود عند قوله ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ، ثم صار الكلام من قوله قل يا محمد إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتي أهل الإسلام، وجاءت (أن) ؛ لأن في قوله قل إن الهدى مثل قوله: إن البيان بيان الله، فقد بين أنه لا يؤتى أحد مثل ما أوتي أهل الإسلام. وصلحت (أحد) [ ص: 223 ] ؛ لأن معنى "أن" معنى "لا" كما قال تبارك وتعالى: يبين الله لكم أن تضلوا معناه: لا تضلون. وقال تبارك وتعالى: كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به "أن" تصلح في موضع "لا".
وقوله أو يحاجوكم عند ربكم في معنى حتى، وفي معنى إلا، كما تقول في الكلام: تعلق به أبدا أو يعطيك حقك، فتصلح "حتى وإلا" في موضع أو.