الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عز وجل ذكره : ودانية عليهم ظلالها  

                                                                                                                                                                                                                                      يكون نصبا على ذلك : جزاؤهم جنة متكئين فيها ، ودانية ظلالها . وإن شئت جعلت : الدانية تابعة للمتكئين على سبيل القطع الذي قد يكون رفعا على الاستئناف . فيجوز مثل قوله :

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا بعلي شيخا وشيخ " ، وهي في قراءة أبي : " ودان عليهم ظلالها " فهذا مستأنف في موضع رفع ، وفي قراءة عبد الله : " ودانيا عليهم ظلالها " ، وتذكير الداني وتأنيثه كقوله :

                                                                                                                                                                                                                                      خشعا أبصارهم في موضع ، وفى موضع خاشعة أبصارهم . وقد تكون الدانية منصوبة على مثل قول العرب : عند فلان جارية جميلة ، وشابة بعد طرية ، يعترضون بالمدح اعتراضا ، فلا ينوون به النسق على ما قبله ، وكأنهم يضمرون مع هذه الواو فعلا تكون به النصب في إحدى القراءتين : " وحورا عينا " . أنشدني بعضهم :


                                                                                                                                                                                                                                      ويأوي إلى نسوة عاطلات وشعثا مراضيع مثل السعالي

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 217 ] بالنصب يعني : وشعثا ، والخفض أكثر .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية