الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عز وجل : والظالمين أعد لهم  

                                                                                                                                                                                                                                      نصبت الظالمين لأن الواو في لها تصير كالظرف لأعد . ولو كانت رفعا كان صوابا ، كما قال : والشعراء يتبعهم الغاوون بغير همز ، وهي في قراءة عبد الله :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 221 ] " وللظالمين أعد لهم " فكرر اللام في (الظالمين) وفي (لهم) ، وربما فعلت العرب ذلك . أنشدني بعضهم :


                                                                                                                                                                                                                                      أقول لها إذا سألت طلاقا إلام تسارعين إلى فراقي



                                                                                                                                                                                                                                      وأنشدني بعضهم :


                                                                                                                                                                                                                                      فأصبحن لا يسلنه عن بما به     أصعد في غاوي الهوى أم تصوبا ؟



                                                                                                                                                                                                                                      فكرر الباء مرتين . فلو قال : لا يسلنه عما به ، كان أبين وأجود . ولكن الشاعر ربما زاد ونقص ليكمل الشعر . ولو وجهت قول الله تبارك وتعالى : عم يتساءلون عن النبإ العظيم إلى هذا الوجه كان صوابا في العربية .

                                                                                                                                                                                                                                      وله وجه آخر يراد : عم يتساءلون يا محمد ؟! ثم أخبر ، فقال : يتساءلون عن النبإ العظيم . ومثل هذا قوله في المرسلات : لأي يوم أجلت تعجبا ، ثم قال : ليوم الفصل أي : أجلت ليوم الفصل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية