الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله جل وعز : الذي خلقك فسواك فعدلك  

                                                                                                                                                                                                                                      قرأها الأعمش وعاصم : فعدلك مخففة . وقرأها أهل الحجاز : " فعدلك " مشددة . فمن قرأها بالتخفيف فوجهه والله أعلم : فصرفك إلى أي صورة شاء إما : حسن ، أو قبيح ، أو طويل ، أو قصير .

                                                                                                                                                                                                                                      قال : [حدثنا الفراء قال ] : وحدثني بعض المشيخة عن ليث عن ابن أبي نجيح أنه قال :

                                                                                                                                                                                                                                      في صورة عم في صورة أب ، في صورة بعض القرابات تشبيها .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : " فعدلك " مشددة ، فإنه أراد- والله أعلم : جعلك معتدلا معدل الخلق ، وهو أعجب الوجهين إلي ، وأجودهما في العربية لأنك تقول : في أي صورة ما شاء ركبك ، فتجعل- في- للتركيب أقوى في العربية من أن يكون في للعدل لأنك تقول : عدلتك إلى كذا وكذا ، وصرفتك إلى كذا وكذا ، أجود من أن تقول : عدلتك فيه ، وصرفتك فيه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية