يقول القائل : كيف جمعت (عليون) بالنون ، وهذا من جمع الرجال فإن العرب إذا جمعت جمعا لا يذهبون فيه إلى أن له بناء من واحد واثنين ، فقالوه في المؤنث ، والمذكر بالنون ، فمن ذلك هذا ، وهو شيء فوق شيء غير معروف واحده ولا أثناه .
وسمعت بعض العرب يقول : أطعمنا مرقة مرقين يريد : اللحم إذا طبخت بمرق .
قال ، [وقال مرة أخرى : طبخت بماء ] واحد . قال الشاعر : الفراء
قد رويت إلا الدهيدهينا قليصات وأبيكرينا
فجمع بالنون لأنه أراد : العدد الذي لا يحد ، وكذلك قول الشاعر :
فأصبحت المذاهب قد أذاعت بها الإعصار بعد الوابلينا
أراد : المطر بعد المطر غير محدود . ونرى أن قول العرب :
عشرون ، وثلاثون إذ جعل للنساء وللرجال من العدد الذي يشبه هذا النوع ، وكذلك عليون : ارتفاع بعد ارتفاع وكأنه لا غاية له .