الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عز وجل : إذ انبعث أشقاها  يقال : إنهما كانا اثنين فلان ابن دهر ، والآخر قدار ، ولم يقل : أشقياها ، وذلك جائز لو أتى لأن العرب إذا [أضافت ] أفعل التي يمدحون بها وتدخل فيها (من) إلى أسماء وحدوها في موضع الاثنين والمؤنث والجمع ، فيقولون للاثنين : هذان أفضل الناس ، وهذان خير الناس ، ويثنون أيضا ، أنشدني في تثنيته أبو القمقام الأسدي :


                                                                                                                                                                                                                                      ألا بكر الناعي بخيري بني أسد بعمرو بن مسعود ، وبالسيد الصمد     فإن تسلوني بالبيان فإنه
                                                                                                                                                                                                                                      أبو معقل لا حي عنه ، ولا حدد



                                                                                                                                                                                                                                      قال الفراء : أي لا يكفي عنه حي ، أي لا يقال : حي على فلان سواه ، ولا حدد : أي لا يحد عنه لا يحرم ، وأنشدني آخر في التوحيد ، وهو يلوم ابنين له :


                                                                                                                                                                                                                                      يا أخبث الناس كل الناس قد علموا     لو تستطيعان كنا مثل معضاد



                                                                                                                                                                                                                                      فوحد ، ولم يقل : يا أخبثي ، وكل صواب ، ومن وحد في الاثنين قال في الأنثى أيضا :

                                                                                                                                                                                                                                      هي أشقى القوم ، ومن ثنى قال : هي شقيا النسوة على فعلى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأنشدني المفضل الضبي :


                                                                                                                                                                                                                                      غبقتك عظماها سناما أو انبرى     برزقك براق المتون أريب



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية