الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عز وجل : في أحسن تقويم  

                                                                                                                                                                                                                                      يقول : إنا لنبلغ بالآدمي أحسن تقويمه ، وهو اعتداله واستواء شبابه ، وهو أحسن ما يكون ، ثم نرده بعد ذلك إلى أرذل العمر ، وهو وإن كان واحدا ، فإنه يراد به نفعل ذا بكثير من الناس ، وقد [ ص: 277 ] تقول العرب : أنفق فلان ماله على فلان ، وإنما أنفق بعضه ، وهو كثير في التنزيل من ذلك قوله في أبي بكر : الذي يؤتي ماله يتزكى لم يرد كل ماله إنما أراد بعضه .

                                                                                                                                                                                                                                      ويقال : ثم رددناه أسفل سافلين .

                                                                                                                                                                                                                                      إلى النار ثم استثنى فقال : إلا الذين آمنوا استثناء من الإنسان : لأن معنى الإنسان :

                                                                                                                                                                                                                                      الكثير . ومثله : إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وهي في قراءة عبد الله " أسفل السافلين " ، ولو كانت : أسفل سافل لكان صوابا لأن لفظ الإنسان . واحد ، فقيل :

                                                                                                                                                                                                                                      سافلين على الجمع لأن الإنسان في معنى جمع ، وأنت تقول : هذا أفضل قائم ، ولا تقول : هذا أفضل قائمين لأنك تضمر لواحد ، فإذا كان الواحد غير مقصود له رجع اسمه بالتوحيد وبالجمع كقوله والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون وقال في عسق : وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور فرد الإنسان على جمع ، ورد تصبهم على الإنسان للذي أنبأتك به .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية