وقوله عز وجل : في أحسن تقويم
يقول : إنا لنبلغ بالآدمي أحسن تقويمه ، وهو اعتداله واستواء شبابه ، وهو أحسن ما يكون ، ثم نرده بعد ذلك إلى أرذل العمر ، وهو وإن كان واحدا ، فإنه يراد به نفعل ذا بكثير من الناس ، وقد [ ص: 277 ] تقول العرب : أنفق فلان ماله على فلان ، وإنما أنفق بعضه ، وهو كثير في التنزيل من ذلك قوله في أبي بكر : الذي يؤتي ماله يتزكى لم يرد كل ماله إنما أراد بعضه .
ويقال : ثم رددناه أسفل سافلين .
إلى النار ثم استثنى فقال : إلا الذين آمنوا استثناء من الإنسان : لأن معنى الإنسان :
الكثير . ومثله : إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وهي في قراءة " أسفل السافلين " ، ولو كانت : أسفل سافل لكان صوابا لأن لفظ الإنسان . واحد ، فقيل : عبد الله
سافلين على الجمع لأن الإنسان في معنى جمع ، وأنت تقول : هذا أفضل قائم ، ولا تقول : هذا أفضل قائمين لأنك تضمر لواحد ، فإذا كان الواحد غير مقصود له رجع اسمه بالتوحيد وبالجمع كقوله والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون وقال في عسق : وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور فرد الإنسان على جمع ، ورد تصبهم على الإنسان للذي أنبأتك به .