وقوله: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا
يقول: بما فعلوا كما قال: لقد جئت شيئا فريا وكقوله: واللذان يأتيانها منكم وفي قراءة عبد الله " فمن أتى فاحشة فعله" . وقوله: ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا قالوا: نحن أهل العلم الأول والصلاة الأولى، فيقولون ذلك ولا يقرون بمحمد صلى الله عليه وسلم، فذلك قوله: ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا
وقوله: فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب يقول: ببعيد من العذاب.
(قال قال الفراء: من زعم أن أو في هذه الآية على غير معنى بل فقد افترى على الله لأن الله تبارك وتعالى لا يشك، ومنه قول الله تبارك وتعالى: وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون
وقوله: الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم يقول القائل:
كيف عطف بعلى على الأسماء؟ فيقال: إنها في معنى الأسماء ألا ترى أن قوله:
وعلى جنوبهم ونياما، وكذلك عطف الأسماء على مثلها في موضع آخر، فقال: دعانا لجنبه ، يقول: مضطجعا أو قاعدا أو قائما فلجنبه، وعلى جنبه سواء.
وقوله: ينادي للإيمان كما قال: الذي هدانا لهذا و أوحى لها يريد إليها، وهدانا إلى هذا [ ص: 251 ] .


