الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولا تكونوا أول كافر به  

                                                                                                                                                                                                                                      فوحد الكافر وقبله جمع وذلك من كلام العرب فصيح جيد في الاسم إذا كان مشتقا من فعل، مثل الفاعل والمفعول يراد به ولا تكونوا أول من يكفر فتحذف "من" ويقوم الفعل مقامها فيؤدي الفعل عن مثل [ ص: 33 ] ما أدت "من" عنه من التأنيث والجمع وهو في لفظ توحيد. ولا يجوز في مثله من الكلام أن تقول: أنتم أفضل رجل، ولا أنتما خير رجل؛ لأن الرجل يثنى ويجمع ويفرد [فيعرف] واحده من جمعه، والقائم قد يكون لشيء ولمن فيؤدي عنهما وهو موحد، ألا ترى أنك قد تقول: الجيش مقبل والجند منهزم، فتوحد الفعل لتوحيده، فإذا صرت إلى الأسماء قلت: الجيش رجال والجند رجال ففي هذا تبيان، وقد قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      وإذا هم طعموا فألأم طاعم وإذا هم جاعوا فشر جياع



                                                                                                                                                                                                                                      فجمعه وتوحيده جائز حسن.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية