وقوله: فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك
ولم يقل: قال الذي لم يتقبل منه (لأقتلنك) لأن المعنى يدل على أن الذي لم يتقبل منه هو القائل لحسده لأخيه: لأقتلنك. ومثله في الكلام أن تقول: إذا اجتمع السفيه والحليم حمد، تنوي بالحمد الحليم، وإذا رأيت الظالم والمظلوم أعنت، وأنت تنوي: أعنت المظلوم، للمعنى الذي لا يشكل. ولو قلت: مر بي رجل وامرأة فأعنت، وأنت تريد أحدهما لم يجز حتى يبين لأنهما ليس فيهما علامة تستدل بها على موضع المعونة، إلا أن تريد: فأعنتهما جميعا.