نصبت (مثوبة) لأنها مفسرة كقوله أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا
وقوله من لعنه الله من) في موضع خفض تردها على بشر وإن شئت استأنفتها فرفعتها كما قال: قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا ولو نصبت (من) على قولك: أنبئكم (من) كما تقول: أنبأتك خيرا، وأنبأتك زيدا قائما ، والوجه الخفض. وقوله وعبد الطاغوت على قوله :
" وجعل منهم القردة [والخنازير] ومن عبد الطاغوت" وهي في قراءة أبي وعبد الله (وعبدوا) على الجمع، وكان أصحاب يقرأون " وعبد الطاغوت" على فعل، ويضيفونها إلى الطاغوت ، ويفسرونها: خدمة الطاغوت. فأراد قوم هذا المعنى، فرفعوا العين فقالوا: عبد الطاغوت مثل ثمار وثمر، يكون جمع جمع. عبد الله
ولو قرأ قارئ (وعبد الطاغوت) كان صوابا جيدا. يريد عبدة الطاغوت فيحذف الهاء لمكان الإضافة كما قال الشاعر:
قام ولاها فسقوها صرخدا
يريد: ولاتها. وأما قوله (وعبد الطاغوت) فإن تكن فيه لغة مثل حذر وحذر وعجل فهو وجه، وإلا فإنه أراد- والله أعلم- قول الشاعر :[ ص: 315 ]
أبني لبينى إن أمكم أمة وإن أباكم عبد
وهذا في الشعر يجوز لضرورة القوافي، فأما في القراءة فلا.