هذا أمر من الله عز وجل كقولك: عليكم أنفسكم. والعرب تأمر من الصفات بعليك، وعندك، ودونك، وإليك. يقولون: إليك إليك، يريدون: تأخر [ ص: 323 ] كما تقول: وراءك وراءك. فهذه الحروف كثيرة. وزعم أنه سمع: الكسائي
بينكما البعير فخذاه. فأجاز ذلك في كل الصفات التي قد تفرد، ولم يجزه في اللام ولا في الباء ولا في الكاف. وسمع بعض العرب تقول : كما أنت زيدا، ومكانك زيدا. قال وسمعت [بعض] الفراء: بني سليم يقول في كلامه: كما أنتني، ومكانكني، يريد انتظرني في مكانك.
ولا تقدمن ما نصبته هذه الحروف قبلها لأنها أسماء، والاسم لا ينصب شيئا قبله تقول: ضربا زيدا، ولا تقول: زيدا ضربا. فإن قلته نصبت زيدا بفعل مضمر قبله كذلك قال الشاعر:
يا أيها المائح دلوي دونكا
إن شئت نصبت (الدلو) بمضمر قبله، وإن شئت جعلتها رفعا، تريد: هذه دلوي فدونكا.لا يضركم رفع، ولو جزمت كان صوابا كما قال فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف، ولا تخاف جائزان.