الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: عليكم أنفسكم  

                                                                                                                                                                                                                                      هذا أمر من الله عز وجل كقولك: عليكم أنفسكم. والعرب تأمر من الصفات بعليك، وعندك، ودونك، وإليك. يقولون: إليك إليك، يريدون: تأخر [ ص: 323 ] كما تقول: وراءك وراءك. فهذه الحروف كثيرة. وزعم الكسائي أنه سمع:

                                                                                                                                                                                                                                      بينكما البعير فخذاه. فأجاز ذلك في كل الصفات التي قد تفرد، ولم يجزه في اللام ولا في الباء ولا في الكاف. وسمع بعض العرب تقول : كما أنت زيدا، ومكانك زيدا. قال الفراء: وسمعت [بعض] بني سليم يقول في كلامه: كما أنتني، ومكانكني، يريد انتظرني في مكانك.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا تقدمن ما نصبته هذه الحروف قبلها لأنها أسماء، والاسم لا ينصب شيئا قبله تقول: ضربا زيدا، ولا تقول: زيدا ضربا. فإن قلته نصبت زيدا بفعل مضمر قبله كذلك قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها المائح دلوي دونكا

                                                                                                                                                                                                                                      إن شئت نصبت (الدلو) بمضمر قبله، وإن شئت جعلتها رفعا، تريد: هذه دلوي فدونكا.

                                                                                                                                                                                                                                      لا يضركم رفع، ولو جزمت كان صوابا كما قال فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف، ولا تخاف جائزان.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية