الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما قدروا الله حق قدره  ما عظموه حق تعظيمه وقوله تجعلونه قراطيس يقول: كيف قلتم: لم ينزل الله على بشر من شيء وقد أنزلت التوراة على موسى تجعلونه قراطيس والقرطاس في هذا الموضع صحيفة. وكذلك قوله: ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس يعني: في صحيفة.

                                                                                                                                                                                                                                      تبدونها وتخفون كثيرا يقول: تبدون ما تحبون، وتكتمون صفة محمد صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون أمر محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول قل الله أي: أنزله الله عليكم. وإن شئت قلت: قل (هو) الله.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد يكون قوله قل الله جوابا لقوله: من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى قل الله أنزله. وإنما اخترت رفع الله بغير الجواب لأن الله تبارك وتعالى الذي أمر محمدا صلى الله عليه وسلم أن يسألهم: من أنزل الكتاب وليست بمسألة منهم فيجابوا، ولكنه جاز لأنه استفهام، والاستفهام يكون له جواب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ثم ذرهم في خوضهم يلعبون لو كانت جزما لكان صوابا كما قال ذرهم يأكلوا ويتمتعوا [ ص: 344 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية