الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فأخرجنا به نبات كل شيء  

                                                                                                                                                                                                                                      يقول: رزق كل شيء، يريد ما ينبت ويصلح غذاء لكل شيء. وكذا جاء التفسير، وهو وجه الكلام. وقد يجوز في العربية أن تضيف النبات إلى كل شيء وأنت تريد بكل شيء النبات أيضا، فيكون مثل قوله: إن هذا لهو حق اليقين واليقين هو الحق. وقوله: ومن النخل من طلعها قنوان دانية الوجه الرفع في القنوان لأن المعنى: ومن النخل قنوانه دانية. ولو نصب: وأخرج من النخل من طلعها قنوانا دانية لجاز في الكلام، ولا يقرأ بها لمكان الكتاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وجنات من أعناب نصب، إلا أن جمع المؤنث بالتاء يخفض في موضع النصب، ولو رفعت الجنات تتبع القنوان كان صوابا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وفي الأرض قطع متجاورات وجنات الوجه فيه الرفع، تجعلها تابعة للقطع. ولو نصبتها وجعلتها تابعة للرواسي والأنهار كان صوابا [ ص: 348 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: والزيتون والرمان يريد شجرة الزيتون وشجر الرمان، كما قال:

                                                                                                                                                                                                                                      واسأل القرية يريد أهل القرية.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: انظروا إلى ثمره إذا أثمر يقول: انظروا إليه أول ما يعقد وينعه بلوغه وقد قرئت (وينعه ، ويانعه) . فأما قوله: وينعه فمثل نضجه، ويانعه مثل ناضجه وبالغه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية