الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وأن هذا صراطي مستقيما  تكسر إن إذا نويت الاستئناف، وتفتحها من وقوع (أتل) عليها. وإن شئت جعلتها خفضا، تريد ذلكم وصاكم به وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولا تتبعوا السبل يعني اليهودية والنصرانية. يقول: لا تتبعوها فتضلوا [ ص: 365 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن تماما على المحسن. ويكون المحسن في مذهب جمع كما قال: إن الإنسان لفي خسر وفي قراءة عبد الله تماما على الذين أحسنوا تصديقا لذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وإن شئت جعلت (الذي) على معنى (ما) تريد: تماما على ما أحسن موسى ، فيكون المعنى: تماما على إحسانه. ويكون (أحسن) مرفوعا تريد على الذي هو أحسن، وتنصب (أحسن) هاهنا تنوي بها الخفض لأن العرب تقول:

                                                                                                                                                                                                                                      مررت بالذي هو خير منك، وشر منك، ولا يقولون: مررت بالذي قائم لأن (خيرا منك) كالمعرفة إذ لم تدخل فيه الألف واللام. وكذلك يقولون: مررت بالذي أخيك، وبالذي مثلك، إذا جعلوا صلة الذي معرفة أو نكرة لا تدخلها الألف واللام جعلوها تابعة للذي أنشدني الكسائي:


                                                                                                                                                                                                                                      إن الزبيري الذي مثل الحلم مشى بأسلابك في أهل العلم



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية