الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإلى عاد أخاهم هودا  وقوله: وإلى ثمود أخاهم صالحا منصوب بضمير أرسلنا. ولو رفع إذ فقد الفعل كان صوابا كما قال: فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب وقال أيضا: فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها [ ص: 384 ] ثم قال: ومن الجبال جدد بيض فالوجه هاهنا الرفع لأن الجبال لا تتبع النبات ولا الثمار. ولو نصبتها على إضمار: جعلنا لكم (من الجبال جددا بيضا) كما قال الله تبارك وتعالى: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة أضمر لها جعل إذا نصبت كما قال: وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة والرفع في غشاوة الوجه. وقوله: ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه ولم يقل:

                                                                                                                                                                                                                                      ألوانهم، ولا ألوانها. وذلك لمكان (من) والعرب تضمر من فتكتفي بمن من من، فيقولون: منا من يقول ذلك ومنا لا يقوله. ولو جمع على التأويل كان صوابا مثل قول ذي الرمة:


                                                                                                                                                                                                                                      فظلوا ومنهم دمعه سابق له وآخر يثني دمعة العين بالمهل



                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وزادكم في الخلق بسطة كان أطولهم مائة ذراع وأقصرهم ستين ذراعا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية