وجدت عبد الله هو خيرا منك وشرا منك أو أفضل منك، ففيما أشبه هذا الفعل النصب والرفع. النصب على أن ينوي الألف واللام، وإن لم يمكن إدخالهما. والرفع على أن تجعل (هو) اسما فتقول: ظننت أخاك هو أصغر منك وهو أصغر منك.
وإذا جئت إلى الأسماء الموضوعة مثل عمرو، ومحمد، أو المضافة مثل أبيك، وأخيك رفعتها، فقلت: أظن زيدا هو أخوك، وأظن أخاك هو زيد، فرفعت إذ لم تأت بعلامة المردود، وأتيت بهو التي هي علامة الاسم، وعلامة المردود أن يرجع كل فعل لم تكن فيه ألف ولام بألف ولام ويرجع على الاسم فيكون (هو) [ ص: 410 ] عماد للاسم و (الألف واللام) عماد للفعل. فلما لم يقدر على الألف واللام ولم يصلح أن تنويا في زيد لأنه فلان، ولا في الأخ لأنه مضاف، آثروا الرفع وصلح في (أفضل منك) لأنك تلقي (من) فتقول: رأيتك أنت الأفضل، ولا يصلح ذلك في (زيد) ولا في (الأخ) أن تنوي فيهما ألفا ولا ما. وكان يجيز ذلك فيقول: رأيت أخاك هو زيدا، ورأيت زيدا هو أخاك. وهو جائز كما جاز في (أفضل) للنية نية الألف واللام. وكذلك جاز في زيد، وأخيك. وإذا أمكنتك الألف واللام ثم لم تأت بهما فارفع فتقول : رأيت زيدا هو قائم ورأيت عمرا هو جالس. وقال الشاعر: الكسائي
أجدك لن تزال نجي هم تبيت الليل أنت له ضجيع
ويجوز النصب في (ليت) بالعماد، والرفع لمن قال: ليتك قائما. أنشدني الكسائي:
ليت الشباب هو الرجيع على الفتى والشيب كان هو البديء الأول
ونصب في (ليت) على العماد ورفع في كان على الاسم. والمعرفة والنكرة في هذا سواء.